فصل: الآيات (56ـ 59)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  قوله تعالى‏:‏ أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون*قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السموات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون‏.‏

أخرج الدارمي وأبو داود في مراسيله وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن يحي بن جعدة رضي الله عنه قال‏:‏ جاء ناس من المسلمين بكتب قد كتبوها فيها بعض ما سمعوه من اليهود‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏كفى بقوم حمقا، أو ضلالة أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى ما جاء به غيره إلى غيرهم‏.‏ فنزلت ‏{‏أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏"‏‏.‏

وأخرج الاسمعيلي في معجمه وابن مردويه من طريق يحيى ابن جعدة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ كان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتبون من التوراة، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‏"‏ان أحمق الحمق، وأضل الضلالة قوم رغبوا عما جاء به نبيهم إلى نبي غير نبيهم، والى أمة غير أمتهم‏.‏ ثم أنزل الله ‏{‏أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم‏.‏‏.‏‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في شعب الإيمان عن الزهري‏:‏ أن حفصة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب من قصص يوسف في كتف، فجعلت تقرأه عليه والنبي صلى الله عليه وسلم يتلون وجهه فقال ‏"‏والذي نفسي بيده لو أتاكم يوسف وأنا بينكم فاتبعتموه وتركتموني لضللتم‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن الضريس والحاكم في الكني والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن ثابت بن الحرث الانصاري قال‏:‏ دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب فيه مواضع من التوراة فقال‏:‏ هذه أصبتها مع رجل من أهل الكتاب أعرضها عليك‏.‏ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغيرا شديدا لم أر مثله قط، فقال عبد الله بن الحارث لعمر رضي الله عنهما‏:‏ أما ترى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ رضينا بالله ربا، وبالاسلام دينا، وبمحمد نبيا‏.‏ فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ‏"‏ولو نزل موسى فأتبعوه وتركتموني لضللتم، انا حظكم من النبيين، وأنتم حظي من الامم‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن أبي قلابة ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر برجل يقرأ كتابا، فاستمعه ساعة، فاستحسنه فقال للرجل‏:‏ اكتب لي من هذا الكتاب قال‏:‏ نعم‏.‏ فاشترى أديما فهيأه ثم جاء به اليه، فنسخ له في ظهره وبطنه، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يقرأه عليه، وجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلون، فضرب رجل من الانصار بيده الكتاب وقال‏:‏ ثكلتك أمك يا ابن الخطاب أما ترى ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اليوم وأنت تقرأ عليه هذا الكتاب‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك‏"‏إنما بعثت فاتحا وخاتما، وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه، واختصر لي الحديث اختصارا، فلا يهلكنكم المتهوكون‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي وضعفه عن عمر بن الخطاب قال‏:‏ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تعلم التوراة فقال ‏"‏لا تتعلمها وآمن بها، وتعلموا ما أنزل اليكم وآمنوا به‏"‏‏.‏

وأخرج ابن الضريس عن الحسن ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال‏:‏ يا رسول الله ان أهل الكتاب يحدثونا بأحاديث قد أخذت بقلوبنا، وقد هممنا ان نكتبها فقال ‏"‏يا ابن الخطاب أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصاري‏؟‏‏!‏ أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولكني أعطيت جوامع الكلم، واختصر لي الحديث اختصارا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن عساكر عن ابن أبي ملكية قال‏:‏ أهدى عبد الله بن عامر بن كرز إلى عائشة رضي الله عنها هدية، فظنت أنه عبد الله بن عمرو، فردتها وقالت‏:‏ يتتبع الكتب وقد قال الله ‏{‏أو لم يكفهم انا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم‏}‏‏!‏ فقيل لها‏:‏ انه عبد الله بن عامر‏.‏ فقبلتها‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون* يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين*يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون‏.‏

أخرج ابن جرير عن قتادة ‏{‏ويستعجلونك بالعذاب‏}‏ قال‏:‏ قال ناس من جهلة هذه الامة ‏{‏اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ‏{‏وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون‏}‏ قال‏:‏ يوم بدر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وإن جهنم لمحيطة بالكافرين‏}‏ قال‏:‏ جهنم هو هذا البحر الاخضر تنتثر الكواكب فيه، ويكون فيه الشمس والقمر، ثم تستوقد، ثم يكون هو جهنم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ‏{‏وإن جهنم لمحيطة‏}‏ قال‏:‏ البحر‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏يوم يغشاهم العذاب‏}‏ قال‏:‏ النار‏.‏

- قوله تعالى‏:‏ يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون‏.‏

- أخرج الفريابي وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ‏{‏يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة‏}‏ قال‏:‏ إذا عمل في الأرض بالمعاصي فاخرجوا منها‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن سعد بن جبير رضي الله عنه في قوله ‏{‏إن أرضي واسعة‏}‏ قال‏:‏ من أمر بمعصية فليهرب‏.‏

وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله ‏{‏يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فاياي فاعبدون‏}‏ قال‏:‏ فهاجروا وجاهدوا‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في العزلة وابن جرير عن عطاء في الآية قال‏:‏ إذا أمرتم بالمعاصي فاذهبوا، فإن أرضي واسعة‏.‏

وأخرج أحمد عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏البلاد بلاد الله، والعباد عباد الله، فحيثما أصبت خيرا فأقم‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني والقضاعي والشيرازي في الالقاب والخطيب وابن النجار والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏سافروا وتصحوا وتغنموا‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون*والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين*الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون‏.‏

أخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏لما نزلت هذه الآية انك ميت وانهم ميتون‏)‏ قلت‏:‏ يا رب أيموت الخلائق كلهم ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ وتبقى الانبياء‏؟‏ نزلت ‏{‏كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون‏}‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم*ولئن سألتم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون*الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم*ولئن سألتم من نزل من السماء ماءا فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون‏.‏

أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي وابن عساكر بسند ضعيف عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان المدينة، فجعل يلتقط من التمر ويأكل، فقال ‏"‏يا ابن عمر مالك لا تأكل‏!‏ قلت‏:‏ لا أشتهيه يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ لكني أشتهيه وهذه صبح رابعة منذ لم أذق طعاما ولم أجده، ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسى وقيصر، فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبؤون رزق سنتهم، ويضعف اليقين‏؟‏ قال‏:‏ فو الله ما برحنا، ولارمنا حتى نزلت ‏{‏وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم‏}‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ان الله لم يأمرني بكنز الدنيا، ولا باتباع الشهوات إلا وإني، لا أكنز دينارا، ولا درهما، ولا أدخر رزقا لغد‏"‏‏.‏

وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏وكأين من دابة لا تحمل رزقها‏}‏ قال‏:‏ الطير، والبهائم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن الاقمر في قوله ‏{‏وكأين من دابة لا تحمل رزقها‏}‏ قال‏:‏ لا تظفر شيئا لغد‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي مجلز في الآية قال‏:‏ من الدواب لا يستطيع أن يدخر لغد، يوفق رزقه كل يوم حتى يموت‏.‏

وأخرج ابن جرير عن قتادة ‏{‏فأنى يؤفكون‏}‏ قال‏:‏ يعدلون‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون*فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون*ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون‏.‏

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وإن الدار الآخرة لهي الحيوان‏}‏ قال‏:‏ باقية‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ‏{‏لهي الحيوان‏}‏ قال‏:‏ الحياة الدائمة‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي جعفر رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏يا عجبا كل العجب للمصدق بدار الحيوان، وهو يسعى لدار الغرور‏!‏‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏فإذا ركبوا في الفلك‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ الخلق كلهم يقرون لله أنه ربهم، ثم يشركون بعد ذلك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏وليتمتعوا فسوف تعلمون‏}‏ قال‏:‏ ما كان في الدنيا فسوف ترونه، وما كان في الآخرة فسيبدو لكم‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون* ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين*والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين‏.‏

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ قد كان لهم في ذلك آية، ان الناس يغزون ويتخطفون وهم آمنون ‏{‏أفبالباطل يؤمنون‏}‏ أي بالشرك ‏{‏وبنعمة الله يكفرون‏}‏ أي يجحدون‏.‏

وأخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما انهم قالوا‏:‏ يا محمد ما يمنعنا ان ندخل في دينك إلا مخافة ان يتخطفنا الناس لقلتنا، والعرب أكثر منا، فمتى بلغهم انا قد دخلنا في دينك اختطفنا فكنا أكلة رأس‏.‏ فأنزل الله ‏{‏أو لم يروا إنا جعلنا حرما آمنا‏}‏ ‏(‏العنكبوت، الآية 67‏)‏‏.‏